في العام 1988فقد هذا الشعب العظيم رجل من خيرة رجال هذا الوطن ، انه
القائد خليل الوزير 'أبو جهاد' نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية،
عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' الذي اغتيال على يد الموساد الصهيوني
بتونس .
من مواليد الرملة عام 36 حيث بدأ الشهيد القائد حياته معلما ومربيا لأجيال
من شبابنا العربي في وطننا العربي الكبير حيث عمل قبل أن يلمع كقائد في
صفوف الثورة الفلسطينية معلما في الجزائر الشقيقة كما كان من الأخوة
المؤسسين لحركة فتح حيث شغل منصب عضوا للجنتها المركزية ونائبا للقائد
العام لقوات الثورة الفلسطينية " ياسر عرفات " ومسؤولا للقطاع الغربي ...
فيه تتمثل فنون القيادة ومؤهلاتها وإبداعها وكانت قيادته تعكس إنسانيته
كرجل وقائد والذي ترك أثرا كبيرا في كل أبنائه المتعلمين أثرا تاريخيا لا
ينسى لكل من عرفه شخصيا أو شاهد أفعاله وسمع عنها انضم لجبهة التحرير
الجزائرية مدافعا عن ارض الجزائر حيث كان قائدا لأحد الوحدات العسكرية
برتبة كوماندوز وهي أعلى الرتب في الثورة وكان من المؤسسين الأوائل لحركة
فتح ثم عين كنائب للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية .
سقط شهيدا على أرض تونس على يد الموساد الصهيوني في 16/4/1988م بعملية
اغتيال حقيرة كلفت الصهاينة ملاين الدولارات من تجسس ومعدات وفي ليلة
الاغتيال تم إنزال 20 عنصرا مدربين من قوات الإجرام الصهيوني من أربع سفن
وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتان عموديتان للمساندة لتنفيذ المهمة الدنيئة
على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة وفي نفس الوقت كان عملاء الموساد يراقبون
المنطقة بكثف ويعطون التقارير السريعة المتواصلة عن الحركة في المنطقة
وبيت الشهيد أبو جهاد وبعد مجيء أبو جهاد إلى منزله عائدا من اجتماعاته مع
القادات الفلسطينية بدأ التنفيذ وإنزال المجرمين من كل مكان بسيارات أجرة
إلى منزله وكان أفضل حارسيه متغيبا في إجازة ليلة العملية وبعد نزول قوات
الإجرام إلى الشاطئ بساعة تم توجههم بثلاث سيارات أجرة تابعة للموساد إلى
منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول وعند وصولهم إلى
المنزل الكائن في شارع( سيدي بو سعيد ) انفصلت قوات الإجرام إلى أربع خلايا
حيث قدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بأربعة آلاف جندي إسرائيلي حيث كانت
مزودة هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال وفي الساعة الثانية
فجرا صدر الأمر بالتنفيذ فتقدم اثنان من أفراد العصابة أحدهما كان متنكرا
بزي امرأة من سيارة الحارس الشهيد مصطفى علي عبد العال وقتلوه برصاص كاتم
للصوت وأخذت الخلايا مواقعها حول البيت بطرق مرتب لها ومدروسة مسبقا حيث
اقتحمت أحد الخلايا البيت وقتلت الحارس الثاني نبيه سليمان قريشان حيث
أقدمت الخلية مسرعة لغرفة الشهيد البطل أبو جهاد فسمع أبو جهاد ضجة بالمنزل
بعد أن كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الثورة
للتنفيذ فكانت آخر كلمة اختطتها يده هي ( لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة )
فرفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري كما تروي زوجته وإذا بسبعين رصاصة حاقدة
تخترق جسده الطاهر ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ولقب بأمير شهداء فلسطين
وكان سبب اغتياله هو حنكته العسكرية التي سببت الذعر للصهاينة بالعمليات.